حسن الضيافة - ق. د. حكمت قشّوع - 2023-02-19

Hadath Baptist Church Sermons

ابتدأ الراعي كلامه بأنّ الكنيسة عندما تتخلى عن كلمة ربّنا تصبح جماعة ليس لها تأثير في العالم. المؤمن دون كلمة الربّ يفتر ويبعد عن الإيمان. الكنيسة التي لا تتمسّك بكلمة الرب ولا تعيشها تنتهي وتصبح متحف. كلمة الربّ هي الأساس التي نعتمد عليه. وقد تناول الراعي موضوعه عن "حسن الضيافة" وهذا المبدأ الذي يعلن عنه الكتاب المقدّس وهذا الشيء موجود في ثقافتنا فهي شيء جدًا مهمّ وللأسف أنّ مجتمعاتنا اليوم لا تعيش الضيافة الحقيقيّة لعدّة أسباب: من جهة لأنّنا نعيش في عالم متمدّن، في عالم إلكتروني، في عالم افتراضي، ومن جهة أخرى بسبب العداء والكره، بسبب وجود وجهات نظر في مجتمعاتنا مختلفة جدًا عن بعضها البعض لدرجة أنّ الآخر أصبح غريب بالنسبة لنا، عدائي، وأصبحت هذه الفضيلة غير موجودة التي اسمها "حسن الضيافة". وهدف الراعي من هذه العظة أن يساعدنا أن نقتنع ونفهم أنّ حسن الضيافة في الكتاب المقدّس ليست ضيافة الأصدقاء والجيران والأحبّأء إنّما ضيافة الغرباء. كلمة الضيافة في اللغة اليونانية φιλοξενία (filoxenía) وتعني حسن الضيافة وهذه الكلمة مركّبة من كلمتين أول كلمة φίλος (filos) وتعني صديق، و ξενος (xenos) أي غريب، قريب + غريب = حسن الضيافة. ثم أخذ كلمة غريب لنرى كيف تمّ استخدامها في العهد الجديد وقرأ من أفسس 2: 19 الغرباء عكس أهل البيت، رومية 16: 23 كلمة مضيف هي تعني غريب. المضيف صار غريب والغريب أصبح مضيف وذلك عندما الشخص يدق باب بيتك أنت الغريب تصبح مباشرة المضيف. 1 بطرس 4: 12 لدينا غريب = الاسم ولا تستغربوا = الفعل، الأمر يبدو غريبًا، يستغرب أو يتغرّب. وهذا الفعل نفسه موجود أعمال 10: 23 استغربهم أيّ عاملهم كالغرباء، كيف تعامل الغريب لا تقفل الباب عليه، لا تطرده من حياتك، لا تدعه في الخارج بل تستضيفه. الضيافة لها علاقة بالغريب. ثم تكلّم عن كلمة الصديق filos يوحنا 15: 15 لا أعود أسمّيكم عبيدًا... لكني قد سمّتكم أحبّأء.. filos تعني الحبيب، الصديق. ثم جمع الكلمتين صديق + غريب = حسن الضيافة. ثم أعطى بعض الآيات التي تؤكد هذا الأمر.1 تيموثاوس 3: 2مضيافًا للغرباء. عبرانيين 13: 1 – 2 لا تنسوا إضافة الغرباء. رومية 12: 13 نشترك في خدمة بعضنا البعض وإضافة الغرباء. 1 تيموثاوس 5: 10 يتكلّم عن امرأة مشهود لها في الأعمال الصالحة ربّت الأولاد وأضافت الغرباء...إضافة الغرباء هي إشارة لمسيحيتك، هي فضيلة مسيحيّة مقدّسة. وهو مهمّ في حياة الكنيسة. إضافة الغرباء يجعلك تتخلّى عن الأنا، تعطي مساحة للآخر في حياتك، في بيتك، عندما تتعلّم أن تستضيف الغرباء أنت لا تفكّر بمصلحتك بل بالآخر. هذا تراثنا فكم بالحري إن كنا مؤمنين بالرب يسوع المسيح كيف نعامل الغرباء في وسطنا؟ مفهوم استضافتنا لبعضنا البعض هذه محبّة مسيحيّة، لكن ضيافة الآخر هي دائمًا مرتبطة بالغريب الذي لا تعرفه. استضافة الغرباء تحتاج الى الكرم الحقيقي. وقد تكلّم عن شاعر عربي معروف اسمه حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي الذي كان معروفًا بكرمه كان في فصل الشتاء يرسل عبيده الى التلال ليشعلوا النار وذلك إن كان أحد قد أضاع طريقه يرى النار ويلتجىء إليها، وكان يقول لعبيده إن أتيتم بضيف أضاع طريقه إليّ أطلقكم أحرارًا. كرم الضيافة جزء من مجتمعاتنا. هل كنيستنا بفكرها وحياتها وسلوكها مستعدة لهذه التضحية أن تفتح بيوتها من أجل خدمة الآخر. الكنيسة في أنطاكية كانت تهتم يوميًا بـ 3000 أرملة ومريض وغريب. وهذه المراكز أصبحت تسمّى مستشفى. وهذه المستشفى مشروع إلهي كتابي متطوّر. المستشفى مشروع إلهي لاستضافة الغرباء والاعتناء بهم وبمرضهم ووجعهم. الكنيسة تغيّر العالم عندما تستضيف الغرباء. وشجّع الراعي على القيام بشيء عملي واستقبال غريب هذا الأسبوع في بيتك. الصيافة هي للغرباء. في قاموس اللغة الضيافة تعني القيام بحاجات النازل بالدار إذا كان من غير أهلها. افتح بيتك لاستضافة الغرباء. افتح قلبك وجيبتك وعندما تستضيف الغريب افتح أذنيك واسمع لقصّة حياته لأنّك ترى ربّنا في حياة كل إنسان. اسمع لقصّته ثم سيسمع لقصّتك. ثم قرأ من أفسس 2: 12 – 19 ثم 1 بطرس 2: 10 و9 ثم ختم أنا اليوم ضيف على مائدة الملك، أصبحت حبيب على قلبه، أصبح لي الحياة الأبدية، ضيف الى الأبد، أصبحت ابن من أولاده. وأعطى دعوة لمن لم يختبر هذا الشيء أن يأخذ قرار بأن يتبع يسوع الذي يقول لك تعال أنت الغريب، أنت ضيفي اليوم. افتح قلبك له وادعه الى حياتك وختم في الصلاة.