كلب ميت على مائدة الملك - ق. د. عماد بطرس - 2023-02-05

Hadath Baptist Church Sermons

"المقدمة: ابتدأ المتكلّم عن أهميّة الكنيسة في حياتنا. ومن ثم أكمل السلسلة اعن رؤية الكنيسة لتي ابتدأناها من خلال بناء علاقات حميمة، علاقات تسند، علاقات تشجّع وعلاقات تبني. ولكن كلّنا ندرك تمامًا أنّ العلاقات تُحيي وتُميت. هناك علاقات بنّاءة وكن في نفس الوقت يوجد علاقات هدّامة. كل واحد منّا يحاول أن يسعى في حياته بأن يجد مجموعة من الناس من حوله يغنوا حياته ويساعدوه على النمو والازدهار ويسندوه. لكن لكي تنجح وتزدهر مثل هذه العلاقات محتاجين جو مليء بالنعمة، بالإحسان، بالكرم مع بعضنا البعض، بالغفران وبالتسامح. نحن في جسد المسيح محتاجين ناس تصون العهد، في يوم من الأيام أخذنا عهد أن نكون ضمن هذا الجسد، أن نكون ضمن هذه العائلة، أن نسند بعضنا البعض، ونحن نمشي في هذه الحياة بكلّ تحدّياتها وصعوبتها محتاجين نلاقي الناس التي تصون العهد والتي تقف معنا والتي تسندنا. يقوموا بواجباتهم من نحونا لكي نكبر وننمو في جسد المسيح، ونحن أيضًا نقدر أن نصون العهد معهم ونخدمهم من كلّ القلب. لكن العدو الأكبر لهذه العلاقات، لهذا الجو المليء بالحبّ والغفران والإحسان والكرم والتسامح هو شخصيّات أنانيّة، غيرسخيّة، متكبّرة، ولا تعطي قيمة لحياة الآخرين. ثم تناول المتكلّم موضوعه تحت عنوان "كلب ميّت على مائدة الملك" وأعطى قصّة داود ومفيبوشث. هذه القصّة رغم بساطتها لكنّها قصّة غنيّة تحكي عن شخص قرّر أن يصون العهد. رغم كلّ الإمكانيات التي لديه، رغم كل سلطانه، رغم كل نجاحاته قرّر أن يصون العهد ويُكرم إنسان. وهذا الإنسان كان دائمًا يشعر بذاته أنه لا يستاهل لدرجة أنّه اعترف بلسانه للملك من أنا أيّها الملك لكي تلتفت لكلب ميّت مثلي ومن ثم قرأ هذه القصّة من 2 صموئيل 9: 1 – 13. نحن في مرحلة جديدة في حياة داود، حياة فاصلة مع بداية هذه القصّة ماذا يعني أن يعيش داود وكلّ الأرض وقت راحة التي وعد بها الرب. أول ما وصل الملك الجديد للقصر لديه بعض الملفات كانت موجودة التي يجب أن يتعامل معها وأهم هذه الملفات هو ليس شاول بل نسل شاول . ماذا سيفعل معهم إذ كانت العادة في ذلك الوقت أن أيّ ملك جديد يصل لللحكم بأن يقضي على كل الأشخاص الذين كانوا في الحكم قبله وأيضًا على نسلهم لكي لا ينازعه أحد ويصل للحكم. هذه القصّة تبيّن لنا حقيقة مهمّة أخلاقيّات مملكة شاول في مقابل أخلاقيّأت مملكة داود الملك الذي بحسب قلب الله. وتكلّم عن محاولات شاول في قتل داود وأنّ سبب نجاة داود هو العهد الذي أقامه يوناثان مع داود. دخلوا في عهد مع بعضهما وليس وعد، إن عاش يوناثان يُحسن إليه وإن مات يُحسن الى أولاده ونسله من بعده وهذا العهد الذي أخذه داود على نفسه. هذه القصة تمثّل ملك نموذجي هو داود، شخص دخل في عهد مع يوناثان وقرّر أن يصون هذا العهد وأ يتعامل مع يوناثان ونسله وأعدائه كلّهم بالرحمة والكرم والإحسان. هذه القصّة هي شهادة عمليّة عن تحقيق هذا العهد. أولّ ما وصل داود للحكم أخذ يسأل إن بقي أحد من بيت شاول لكي يصنع معه معروفًا. موقف داود كان مهمًا لأنّ العادة في ذلك الزمان أن يقضي على الذين كانوا في الحكم قبله وأيضًا على نسلهم. نرى هنا داود ملك بحسب قلب الله. قرّر أن يصنع إحسانًا مع الآخرين، مع أعدائه ومع نسلهم. قرّر أن يكسر الأعراف، قرّر أن يتصرّف بطريقة مختلفة عن الطريقة التي كان يحكم فيها شاول. لكنه قرّر أن يقدّم نموذج مختلف عن الناس الموجودين من حوله. قرّر أن يصنع معروفًا مع أعدائه ومع الأشخاص الذين أساؤوا إليه. هكذا يجب أن تكون أخلاق الملوك وكل من هم في منصب. نتعلّم شيئين من موقف داود: 1-رغم أن داود لديه السلطة والقدرة والصلاحية أن ينهي حياة مفيبوشث. لكنه اختار أن يُحيي حياة هذا الإنسان. وقد ذكّر بكلمات المسيح في الموعظة على الجبل. كملك لديه السلطة والقدرة أن يُنهي حياة مفيبوشث لكنه اختار أن يسامح، أن يغفر، أن يصنع معروفًا مع هذا الشخص. أفضل تعريف لكلمة "غفران" هو ما قام به داود مع مفيبوشث. اختار كملك أن يتصرّف بطريقة مختلفة عن شاول وعن كل الملوك الموجودين حوله. قدّم نموذج لشعبه وللناس أنّ المملكة بحسب قلب الله، مللكة مبادئها مهمّة ليس الحقد والمرارة والانتقام والعنف، لكن مبادئها التسامح، الغفران، الكرم، الإحسان، أن أريع من شأن الآخرين الذين يشعرون بصغر النفس. 2-أول ما وصل الى الحكم وكان في يده مركز سلطة. عندما دعاه الله، كان ولدًا صغيرًا رجل بحسب قلب الله، راعي غنم. أول ما وصل الى الحكم تذكّر دعوته بصورة مباشرة، لم يأتِ لكي ينتقم ويحارب ويستغل سلطانه بل جاء لكي يتمّم المأموريّة العظمى التي وضعها الله على حياته أن يرعى شعب الله حتى الأعداء والغرباء